إذا كنت من بين من فقدوا سياراتهم في سيل الأربعاء، فما عليك إلا أن تشمر عن ساعديك وتبحث عنها بنفسك بين عشرات المواقع التي خصصت لحجز السيارات المتضررة، هذا إن وجدت أصلا من يدلك على مواقع حجز السيارات التي وصلت حتى يوم أمس إلى 15 موقعا. حتى لو وصلت إليها فإنك مطالب بدفع 500 ريال أجرة سحب، أي سيل وخراب ديار ودفع.
عبد الله الغامدي جرفت السيول سيارته من أمام منزله في حي قويزة، ولم يجدها حتى اليوم، رغم تمشيطه الشوارع ومواقع الحجز. يقول إنه ذهب إلى منطقة بريمان بعد أن أرشده البعض إلى ثلاثة مواقع للحجز فيها، لكنه لم يجد سيارته هناك، «كان من المفترض أن يتم تسجيل أرقام ومواصفات السيارات المسحوبة قبل نقلها إلى الحجز، لكن هذا لم يحدث، وها أنا أقضي العيد بين كتل السيارات المحطمة في مواقع الحجز، أبحث عن سيارتي».
ويبدو أن المشكلة أبعد من ذلك، فلكي تستلم السيارة يجب أن تحضر إثبات الملكية، وهو الأمر غير الممكن ــــ حسب علي عبده-، الذي فقد سيارته في السيول ــــ يقول «وجدت سيارتي أخيرا في أحد المواقع في حال يرثى لها، وعندما طلبت أن أخرجها من الحجز طلبوا مني ما يثبت ملكيتها، وصورة للسيارة»، يضيف مبتسما «كيف أقدم إثبات الملكية وكل الأوراق كانت في السيارة وفقدت معها».
والتقت «عكاظ» بدر المالكي، عند أحد مواقع الحجز يبحث عن سيارته، يقول إنه يبحث عنها منذ ثلاثة أيام دون جدوى، «مررت على خمسة مواقع ولم أجدها، وأخيرا قالوا لي إن هناك موقعا للحجز خلف النقل الجماعي في منطقة البلد، فذهبت إليه دون فائدة».
لكن كريم رضوان ــــ حارس في أحد الأحواش التي خصصت لحجز وتجميع السيارات ــــــ يؤكد أن جميع السيارات مسجلة، ولها بيانات خاصة ويحضر يوميا عشرات الأفراد للبحث عن سياراتهم؛ البعض يجدها والبعض الآخر يذهب وقد ملأته الحسرة.
وعن الطريقة الصحيحة للبحث عن السيارات المفقودة يقول: يتوجب إحضار صورة للسيارة ومراجعة المرور، فليس من حق شخص سحب أي سيارة؛ لأنها في عهدة الجهات الرسمية وهي من تملك أحقية التصرف فيها، ومن يحضر أمر إطلاق رسمي له الحق في أخذ سيارته بعد دفع أجرة السحب التي تبدأ من 100 ريال.